أولًا: سير توماس أرنولد thomas arnold 1864م ـ 1930م
إنجليزي قضى عدة سنوات في الهند، وهو أول من
جلس على كرسي الأستاذية في قسم الدراسات العربية في مدرسة اللغات الشرقية بلندن في
عام 1904م، ثم اختير عميدًا لها، وقد زار مصر في أوائل عام 1930م، وحاضر في
الجمعية المصرية عن التاريخ الإسلامي، وله مؤلفات كثيرة ومقالات عديدة تشهد بسعة اطلاعه
وتعمقه، ومن أهمها: "الدعوة إلى الإسلام" نقله إلى العربية د. حسن
إبراهيم([1])
وآخرون، وكتاب "الخلافة" الذي استقصى فيه تاريخها في مختلف العصور، ونقله
إلى العربية جميل معلى 1950م.
وكان لأرنولد ردود كثيرة على بعض المستشرقين؛ ومن
ذلك نفيه أن الإسلام انبثق من البيئة بقوله:"لا يعزب عن البال كيف ظهر جليًا
أن الإسلام حركة حديثة العهد في بلاد العرب الوثنية، وكيف كانت تتعارض المثل في
هذين المجتمعين تعارضًا تمامًا؛ ذلك أن
دخول الإسلام في المجتمع العربي لم يدل على مجرد القضاء على قليل من عادات بربرية
وحشية فحسب؛ وإنما كان انقلابًا كاملًا لمثل الحياة التي كانت من قبل...."([2]).
وكذلك استنكاره على بعض المستشرقين ترديد فكرة
عدم عالمية الإسلام ورده عليهم ردودًا قوية بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة([3]).
ثانيًا: كارل بروكلمان c
brockelmann 1868م ـ 1956م :
ألماني الأصل وهو صاحب أكبر موسوعة في تاريخ
الآداب العربية باللغة الألمانية ومن مؤلفاته الهامة "تاريخ الشعوب
الإسلامية"، وقد ترجم من الألمانية إلى الإنجليزية، وكان بروكلمان عضوًا
بالمجمع العربي في دمشق([4]).
ثالثًا : فينسنك wensinck 1882م ـ 1939م :
عدو لدود للإسلام ونبيه، وكان عضوا بالمجمع
اللغوي بمصر، وأخرج منه على إثر أزمة أثارها الطبيب حسين الهواري مؤلف كتاب
"المستشرقون والإسلام" صدر عام 1936م؛ وذلك بعد أن نشر فينسنك رأيه في القرآن الكريم
والرسول r مدعيا أن القرآن منتج ومؤلف من خلاصة
الكتب الدينية والفلسفية التي سبقته، ويعرف لهذا المستشرق كتاب تحت عنوان
"عقيدة الإسلام" صدر عام 1932م([5]).
رابعًا : سير هاملتون جيب sir hamilton jib 1895م ـ 1965م:
إنجليزي من مواليد الإسكندرية بمصر كان عضوًا
بالمجمع العلمي العربي بدمشق والمجمع اللغوي بمصر، كان يحفظ نصوص العربية ويرويها
في محاضراته ويكتبها في سلاسة، وكان آخر ما شغله من مناصب في إنجلترا مدير مركز
الدراسات الشرق أوسطية([6])،
مؤلفاته كثيرة جدًا ذكرها العقيقي في صحيفته([7])،
ومنها "نظرة تاريخية عامة" لندن 1949م، و"دراسات في الحضارة
الإسلامية" 1963م، وله بالفرنسية كتاب تحت عنوان "بنية الفكر الديني
الإسلامي" يعتبره الشرقيون في غاية الإنصاف، بل ومدحوه كثيرًا في مناسبات
عديدة([8]).
خامسًا: جولد تسيهر goldziher1850م ـ 1920م:
مجري يهودي، درس على يد كبار الأساتذة
في بودابست وبرلين وليدن، وانتدب من حكومة بلاده للقيام برحلة إلى سوريا عام 1873م،
ثم تركها إلى مصر وفلسطين؛ حيث درس العربية على شيوخ الأزهر وتزيا بزيهم، وانتخب
عضوًا في مجامع كثيرة، وأسهم في مؤتمرات استشراقية عديدة، واحتوت مكتبته على عشرات
الآلاف من الكتب والمجلدات في الفقه والفلسفة والفنون واللغة والآداب حتى وصفه أحد
المستشرقين بقوله: إنه أكبر العلماء اليهود على الإطلاق، ومكتبته التي تضم 28 ألف
مجلد هي الآن في إسرائيل([9]).
والملاحظ أن جولد تسيهر كان واسع الاطلاع، ذائع
الشهرة، وقد مكنه ذلك من الدس على الإسلام في كتاباته مع قدرته الفائقة على
التمويه والخداع، ومن هنا تكمن خطورته([10]).
سادسا : مرجليوث margoliuth 1858م ـ 1940م :
إنجليزي، رئيس تحرير مجلة الجمعية الملكية
الآسيوية ونشر بها بحوث عديدة، وعين أستاذًا للعربية بجامعة أكسفورد، انتخب عضوًا
بالمجمع العلمي بدمشق والمجمع اللغوي البريطاني والجمعية الشرقية الألمانية، ومؤلفاته
وبحوثه وتحقيقاته كثيرة منها "محمد وقيام الإسلام"، و"أصول الشعر
العربي الجاهلي"، و"العلاقات بين العرب واليهود"([11]).
نقل عنه طه حسين([12])
فكرة أن الشعر الجاهلي موضوع بعد ظهور الإسلام، ورد عليه كثير من الباحثين هذه
الفرية المزعومة([13]).
ومن أعجب ما ذكره مرجليوث أن الآيات
التي تقص مجيء إبراهيم إلى مكة واستيطان ذريته جوار البيت العتيق مفتعلة، دعا إلى
افتعالها رغبة النبي في تأليف اليهود وإثبات صلة قرابة بينهم وبين العرب.[14]
([1]) دكتور في التاريخ والفلسفة ودرس
التاريخ الإسلامي بكلية الآداب بالقاهرة واختير عميدًا لها، كان كثير الترجمة فيما
يصنف، توفي بالقاهرة عام 1968م ـ الأعلام، 2/179.
([2]) توماس أرنولد: الدعوة إلى الإسلام،
صـ61، 63، ترجمة حسن إبراهيم وآخرين، ط3، مكتبة النهضة 1971م، د حسن إبراهيم:
تاريخ الإسلام الديني والسياسي، جـ1، صـ168، ط7، سنة 1964 د علي شاهين: دراسات في الاستشراق،
صـ87.
([6]) نجيب العقيقي: المستشرقون، جـ2، صـ551،
552، ط3، دار المعارف، سنة 1964م، إبراهيم خليل أحمد: الاستشراق والتبشير
وصلتهما بالإمبريالية العالمية ، صـ61 مكتبة الوعي العربي، سنة 1972م.
([7]) نجيب العقيقي: المستشرقون،
جـ2، صـ552، 554، ط3، دارالمعارف، سنة 1964م،
د محمد البهي: الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار الغربي، صـ448،
مكتبة وهبة، ط12، سنة 1991م.
([8]) د عبد الجليل شلبي: صور استشراقية،
صـ36، مجمع البحوث الإسلامية 1978م، عباس محمود العقاد: ما يقال عن الإسلام،
صـ49، دار الهلال 1970م، أحمد محمد جمال: مفتريات على الإسلام صـ36،
مطبوعات الشعب، القاهرة، سنة 1975م.
([11]) د محمد البهي: الفكر الإسلامي
الحديث، صـ451، العقيقي: المستشرقون، صـ518، 520، محمد عزت الطهطاوي: التبشير
والاستشراق، صـ42، 48، ط مجمع البحوث الإسلامية.
(4) ولد عام: 1889م، في قرية الكيلو
بإقليم المنيا بصر المحروسة، ودخل الأزهر 1902م، ودخل الجامعة الأهلية 1908م، إلى
عام 1914م، وسافر بعدها إلى فرنسا وحصل على الدكتوراة وموضوعها "ابن
خلدون" تحت إشراف عالم الاجتماع اليهودي دوركايم وعاد إلى القاهرة وعمل
مستشارًا لوزارة المعارف ثم وزيرًا لها، وأحيل للمعاش 1949م ولقي ربه بعدها ـ الأعلام،
3/231.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق